الجَّطِّيوة
وصلتُ الجَّطِّيوةَ فعنڤجتُها دون لمسِ
صاح ديك الفجر قبل شروق الشمسِ
و زقزقت بلابل الصّباح . .
الضّجيج معدوم
و الكلام بالهمسِ
يوم جديد . .
بين لِينٍ و يُبس
تبسّمت السّماء
ضحكت شمسُها
سكن رعدها
و خفَتَ برقُها
بعدَ بُكاء أمسِ !!
تلاشت سُحبُها الرّكاميّة
سيِّدةُ السّواد الدِّبسِ
سلطانة الكآبة
و مخالفة الرّبابة
أمّـا أنا !!
فـ لا زِلتُ على شطّ صراعٍ
عتيقٍ . .
بيني و بين نفسي
هي الأمّارة المُزيّنة
هي الدّافعة بي .
إلى كلّ شُبهة . .
إلى كُلِّ لُبس !!
كُنت أغُطّ تحت أنقاضِ نوم سحيق في بساتين الأحلام , أشتمّ عبق الورود و أُمتّع عيناي بجمالها , حتّى غافلتْني أفعى من واد العقارب و الحيّات , فَحَّت بعد أن تلوّت و من جسدي تمكّنت , كسَّرت عِظامي و جوفي عَصَرت , عضّت رقبتي و في قلبي سمّها نفثت . . نادت على رفيقتها فَحضرَت , إذْ هي عقربٌ كالجبل قد نَبَتَت , صَمَّت أُذناي عندما صَوَّتَت , فانطفَتْتُ كنار مِجمَرٍ خَمَدت , رفعَت شَوكة ذيلها حتّى رفَعت , و هَوَت بها على ما تبَقَّى منّي . .
و هل ينفع صراخي و الشّفاه نشفت ؟
و هل ينفع بكائي و المدامع نضبت ؟
و هل يُفيذني النّدم إنِ الحكاية خُتِمت ؟
أنا الآن أسيرُها الذي حبَسَت
ضحيّتُها الذي وجدت
فريستُها . .
صَريعُها الذي قَتلت
عنها بحثتُ و aبحثَت
فكان لها ما أرادت
و أنا خِبتُ بعد أن نَجَحَت . .
وصلتُ الجَّطِّيوَةَ التي عظُمت
فَهَوَيتُ لِرُعونتي
و صغُرت من جديد
و القمّة عنّي قد بَعُدَت !!
الجَّطِّيوة