الأربعاء، 4 مارس 2015

فَــتَاتِي


يُحكى أنّ إنسانا من البشر أُعجِب بفتاة و لم تراها عيناه قطّ
هو إعجاب فيه من الغرابة ما يثير الدّهشة و الاستغراب في حال هذا الشابّ
لا لشيء مسبوق أو موضوع جاهز سوى بعض الحروف التي تبادلها هذا الصّبي فِكرا و تفكيرا و العجوز مظهرا ظاهرا مع هذه الفتاة على شبكة التواصل الاجتماعيّ " فيسبوك " . . .
ماذا حدث ؟؟!!
و ما الذي أصاب فتى كان أكثر البشر انتقادا و تهرّبا لأمر يلوح في أُفُقِ مستقبله المُبهم ؟؟
لا لا لا !! ليس حُبّا إطلاقا
لا يُعقل أمر مُريب كهذا !!
ربّما هي ضرباتُ وهمٍ صدمت المسكين و جعلته يخلط بين الحُلم و الواقع
حُبّ ؟؟!!
قيس ؟ عِشق ؟ هُيام ؟ فتاة ؟
يا ربّاه ما الذي خَلط أوراق هذا الأبله و جعله يتفوّه بالحماقات و الخزعبلات المنبعثة من أفكار هَرِمَة لغبيّ الحكمة و التريث الرعوانيّ ؟؟
كالما كالما كالما يا وَلَد . .
إنّه الشيطان فقط هو من يقودك إلى مثل هذه الأفكار
هذا أمر حرام في شرع دينك يا حبّوب
لا يوجد حُبّ بين فتى و فتاة
لا عِشق و لا هيام و هم يحزنون لأنك فقط تعاني من فراغ روحيّ نتيجة تماطلك في أداء واجباتك الدينية المتدبدبة
بل هي فراغات يُسمع الصفير في جوف كل زواياها العاطفية و الفكرية و الروحية و النفسية لأنّك لم تُجرّب شيئا نظير هذا الأمر من قبل
ليست لك تجربة و حسب
هذه نزوة مارّة بشكل طبيعي لأنك فارغ عاطفيا ليس إلا
الحب لا يكون هكذا إن كنت عاقلا بحقّ
أنت فقط معجب بهذه الفتاة الافتراضية , لقبها في الفيسبوك , أو أسلوبها في ترجمة أفكارها على حائط صفحتها أو قد يكون الأمر من طريقة تواصلها معك بالحروف الخرساء عبر الدردشة أو شيء غير هذا
ما يهم هو أنك فقط معجب بها و لا تحاول إجهاد نفسك و إقناعها بوهم توهّمته من عالم افتراضيّ قد تنتهي فيه العلاقة بمناوشة جدّ بسيطة و ها أنت خارج من قائمة أصدقائها الذين لا يُعدّون إلا لَغواً حكواتيّا ينام على حصير الخيال و السُّريالية

أعجبتك هذه الفتاة اليوم و ستُعجبك أخرى غذا و تالية مرة أخرى و هكذا دواليك إلى أن تجد نفسك زيراً لفتيات كثيرات كبقية الشباب
ستعِش مرتاحاً هانئا في القلب و العقل إن راجعت نفسك و تيقّنت أنه لا يوجد حبّ حقيقي
العلاقة بين شاب و شابة واقعا مُعاشا و تذبل , فكيف لعلاقة بين أسلاك محمّلة ببعض الفولطات من التيار ناقلة لشفرات تستقرئها حبّاً أن تدوم أو حتى أن تكون ؟؟
كذب , نفاق , وهم , خداع , تصنّع , غذر , خذلان , لبس الحق بالباطل , تعدّد الأوجه , تذمّر , استمراء , اسقواء . . . استيقظ و افتح عينيك إنك مبلّل بسوائل الغباء التي أحاطتك من كلّ جانب
.
.

لاااااااا إنه الحبّ
أنا أعرفه جيّدا و لا يمكن أن أكذب عليّ في أمر حسّاس كهذا
خصوصا أن المدة التي أعجبتني فيها الفتاة تعدّت الشّهر و أنا أخبرتها بمشاعري تجاهها و وجدتُ منها تودّدا و قبولا للأمر
هو الحب لا الوهم
كما لو أنني أعرفها قبل معرفتي لذاتي بل عرفتها و أنا مجرّد عدم لا وجود له في الحياة و لا في نوايا الحياة
نعم أُحبّها و أهيم في عِشقها و هذا الشعور يشتدّ و يقوى يوما بعد يوم بل يكبر لحظة لحظة أمام فؤادٍ متعطّشة دماؤه إلى التشتّت قُطيراتٍ في سماء عٍشقي و معاودة سقيي و ريّ ظمئي لحبيبة أبعدها عنّي القدر الذي لاقاني بها افتراضا قبل الواقع
بَحّة صوتها ارتشفتُ منها مرارا و صورتها نحتتها لهفتي إليها في الذاكرة و وشمتها في الفؤاد
أنت تعشق مخلوقة من الجنس الآخر للإنسان يا بشر
لم يعد الأمر يستحمل أن تُخفيه عنك أو عن محيطك ما دام الأبكم لاحظ تغيّرا مفاجئا في طباعك و انطباعاتك من كلّ أمر
حبّ حبّ حبّ
حرام هذا الأمر الذي تخوض فيه و أنت عنه بعيد
لا يجوز ما دُمت تتعذب احيانا و تبكي لجراحك الافتراضية أحايين عديدة و كفى
حبيبي , حبيبتي , كبدتي , طيحالي , روحي , جسدي
هيييه , هييييييييه , استيقظ و لإ بلّلتك بدلوِ باردِ المياه يُشبهُ سيادتك الكريمة !!!

لا أبدا !!
إنه الحبّ الذي جرفني إلى الحبيبة التي وضعت ثقتي في حبي لها بكل براءة و عفوية المُحبّ الصادق في حبّه تُجاه محبوبته ما دُمتُ لا أخالف منطقا يُسيّره قدري المحتوم عليّ منذ أزلي . . . .

محمد لخبيزي ツ
الأربعاء 4 مارس 2015