الخميس، 27 نوفمبر 2014

المغرب طار ليه الفريّخ



المُغرب طار ليه الفْرَيَّخْ 
دمّ شعبو فْ أرضو مْسيَّحْ
المناضل يغوّت و يحيَّحْ
المسؤول مْتَكِّي مريَّحْ
الشَّعب منكوب مجيَّحْ
حقّو جرح قديم مْقَيَّحْ

_ _ _ _ _ _ _ _

يا من بحّ صوتُه مُدافعاً عن المواطن المستضعف
يا من يقود حملات النضال باسم الشعب من أجل الشعب
يا سيّدي
يا صارخاً في وجه الظلم و الحكرة و القمع
أيّها البطل القومي المتمرّد على القانون
أيّها المدافع عن الحق
أيها الحر
يا مُطالبا بتوفير العيش الكريم و العمل الكريم للمواطن الكريم
يا من يذود عن وطنه بالروح و الدّم
.
.
تيقَّن أنّهُ . .
إذا أعطتك الدولة منصبا و ضمّك المخزن إلى أحضانه , ستصير نارا ملتهبة تحرق كلّ من سار على خطاك إلى أن تُصبح قطعة فحم يحملها مناضل آخر و يرسم بها خريطة نضال أخرى على جدار شعبٍ جاهل يستغلّه المُناضلون قبل المخزن و الحكومات . .

_________

المرأة المغربية قضية كضَرعٍ يُدرّ لبناً وفيرا على من يُحسن حلبه
الشاب المغربي صندوق يحوي كنزاً ثمينا لكل مناضل
الطفل المغربي ملفٌّ فيه أرزاق تجار من عالم آخر
الدّين صار قفّة بها طعامٌ يكفي خلقاً كثيراً
الفقر لا شكّ أنه ضالّة كل مناضل مُدافع عن حقوق الإنسان و ذاكشي
_________
.
المُناضل المغربي أخطر على المواطن المُستضعف الجاهل من زرواطة المخزن , لأنّه يمارس النصب و الاحتيال بطُرُقٍ مُستَحمِرة للانسان الجاهل و يُحسن استغلال قضايا المُستضعفين للربح و الربح و الربح . . .
.
.
المهنة : منادل



27/11/2014

السبت، 8 نوفمبر 2014

يَومٌ فِي الغَابة مَع صَاحْبْتِي


حضّرتُ ما يلزم من أكل و شُربٍ و وسائل للتّرفيه , عبّأت خزّان الدراجة بما يكفي من بنزين , و انتظرت مكالمة منها أو رسالة نصية قصيرة تُحدّد فيها المكان الذي ستكون به و زمانه . .
اتّصلت أخت صديقي بي هاتفيا :
_ أهلا عرتلانة . . ما هذا التأخر بالله عليك ؟!

= ألوو بُعرلان , أنا الآن قرب صيدلية الأمراض بالجهة الشمالية لمسجد الجّامع , أينك الآن ؟

_ آااه , حسنا انتظريني هناك , أنا أتٍ بسرعة إليك حبيبتي المشاكسة

أخذتُ الدراجة و انطلقتُ إلى المكان الذي حدّدَت عرتلانة . .
وصلتُ في الوقت المناسب . . تبادلنا التحية و السلام و ذاكشي , ثُمّ أردفتُها خلفي على الدراجة بعدَ أن دسّت رأسها الشبيه بجذور الكرافص داخل الخوذة , و اتكأتْ على ظهري المقعّر لأني دَفعتُ حينها بِصدري إلى الأمام لأظهر أمام الرائح و القادم مُبودَراً و صحيحاً
عانقتني بأسلوب فظٍّ غليض جَعَلني أتبوّقُ و أرفعُ , و عِطرها النّتن دوّخني , و دقنُها الحديثُ الحلاقة الذي وضعتُه على كتفي وخزني كوخز الدّبّور لأنف الجعبور . .
هذه الفتاة طائشة مشاكسة , تركبُ الأهوال بدون أن تُفكّر في العواقب أو ما بعدها , و خرجتي هذه معها ليست إلا خرجة كباقي خَرَجاتي مع قريناتها الطائشات من بنات الحي و أخوات الأصدقاء و تلميذات الثانويات و الإعداديات و حتى اللائي أصطادهنّ في الشواطئ و المركبات الثقافية و السوليمات و الحدائق العمومية و الشوارع و الأماكن العمومية و الفيسبوك و ما إلى ذلك من أماكن قنص اللطيفات المعنفجات ...

و أنا أسوق الدراجة صوبَ الغابة القريبة بمعية " صَاحْبْتي " الجديدة , شرد ذِهني بعيدا بعيدا و صِرت أخيط و أرقّع في سروال الحدث بكلّ بلاهة , معي من الأكل ما يُشبع البطنين و من الشراب و الخمر ما يُغيّب العقلين و من السجائر و الحشيش ما يُهيّج النفسين و من الموسيقى ما يُنشّط الجسدين . .
كانت تهمهم بكلمات مطموسةٌ أذناي عن سماعها , و كُنت أتخيّل عرضاً ساحرا مسبوقاً بمقدّمة سُريالية مختومة بيومٍ مُدهش . .

وصلنا . .
كانت وحشة المدخل توحي بأن الغابة خاوية من البشر , إلا قلة قليلة من الرياضين الذين يعشقون العَدو هنا و ممارسة حركاتهم الرياضية التسخينية , أو بعض العُشّاق المندسّين وراء الأعشاب و جذوع الشجر و حتى بين أحضان الحُفر يعيشون حُبّ هذا الزّمن العجيب ..
ترجّلنا عن الدراجة التي قُمت بدفعها , و مشينا نحو مكان بدا لي من بعيد مناسبا , متبادلين أطراف حديث تافه لا جدوى منه

أزلتُ سُترتي . . فرشتُها و أَشَرتُ لِـعرتلانة بالجلوس , أخرجتُ الطّعام و الشراب و قنينة النرجيلة و عُلبة السجائر و قضيب الحشيش المغربي من مُخزن الدراجة و جلستُ بقرب الفتاة . . شغّلتُ أغنية راي رومانسية من الهاتف , كان مقطع عرتلانة المفضّل , يتذمّر فيه المغني من كثرة الخيانة و قلّة الحب الحقيقي و شيوع الفساد , تردّد معه عرتلانة الكلمات بكل تخشّع و لسان حالها لا يقول شيئا لأنه أخرس , أما أنا فانشغلت بتعديل النرجيلة و اختيار النكهة المناسبة من المعسّل . .

صار مكاننا فوضويّا بما تحمل كلمة الفوضى من معانٍ , كثُرت أعقاب لفافات الحشيش و عُلب العصير و قناني الخمر الفارغة و أغلفة بعض المأكولات و نحن متكئين ببؤس بعد أن خرّت قوى كلٍّ منّا . .

من بعيدٍ قريب تراءت لي مجموعة من الصعاليك قادمة إلينا , كانوا أربعة من الشباب و كلّهم مسلّحين بالسكاكين الكبيرة و السواطير . . تخلعت أنا . . تزعزعت . . قلبي يدقّ على حلقي ليفتح له باب الخروج و سروالي تبلّل و عقلي تبلبل و أملى عليّ أن أستسلم لميتة بشعة .. فجأة ناداني صوتٌ باطنيّ من عُمق التفكير الجهنّمي السحيق قائلا : هرول هرول هرول و لا تلتفت وراءك مهما حدث . . .و ذاك ما فعلت , لحق بي أحدهم و ما أمسكني لِعدوي السّريع خوفا على نفسي من الذّبح و الفناء المُشين

حاصرت العصابة عرتلانة هناك و اعتدوا عليها ضربا و اغتصابا و تنكيلا و شرموا لها أذنها و فقؤوا عينها و قطعوا لها شَعرها و أزالوا لها ضِرسا و نابا و مزّقوا لها ثيابها . . أخذو الدراجة و الهاتفين و سلسلة ذهبية كانت تملكها و حتّى الساطور الذي كان دائما بحوزتي . .

بعد أن غادروا , اتجهت إليها , ز سألتها عن حالها , و هل قاموا بإيذائها أم ماذا حدث ؟؟!!

الاثنين، 3 نوفمبر 2014

فَصلٌ كئِيب



أَيُّهَا العَـابِر اللّطيف . .
يَا مَنْ أَسْمَوكَ الخَرِيف !!
يَـا قِطَار كَشف الحقِيقَة السَّريع
يا حفيدَ وجَدِّ الرّبيعِ

يا ابنَ عَدوِّ خَضرةِ جدِّك
ابنُك وارِثُك . . .
سَينقُلُ نَضـارةَ جدّهِ لابنه ;
حَفِــدُك

فيكَ ما فيكَ . .

تتكشّف الأشجار الغاضبة
تُسقط الأَورَاق
و الغصون الهامدة ;
تطرُدُ العصَافير
و تَبقَى بَاسِقةً صَامِدة

تنكَسِر سِيقانُ الحقِيقة . .
فتبكي الحقيقَة
كسمائك الحزينة
بذاكرة الكِبرياء لصيقة

لا هي تشكو !!
و لا هي باسمة رقيقة
صفاءُ صيفها يزول
بِلِسانِ حالٍ يقول :
ولّى البزوغ . . أقبل الأُفول
بُكَائي قريبٌ قريب. .

و أنتَ أيّها الخريف
فصلٌ كئيب
واقعيّتُك ألَمُهم الخفيف
و صراحَتُك . .
هَمُّهُم العنيف

أوراقُ الخَريف
تسقُط . .و تُسَبَّق
بعد أن تصفرَّ و تشْحَب
كَزَيفِ كلامِ البشرِ . .
المُنَمَّق

كاذبَةٌ أَمطَارُك يا خَريف ;
على التُّراب . .
على الزَّهرِ . .
على الحزين .. .
و سَجين الفقرِ . .
مِن بُؤسِ الحياةِ من القَهرِ
مِن كيدِ الجَائر
من صَاحِب الغَدرِ

كئيبٌ طَقسُك
لطيفَةٌ رياحُك تهُبّ
و شَمسُك . .
و السُّحُب

أمّا الغمّة و السُّرور
فهُما زوجَين
في ميزانِ الدَّهرِ رفيقين
يظهرانِ تارَةً عاشقين
و أُخرى يختفي العِشقُ و يَختَفيان
فلا تنتظر طلاقَهُما يا إنسان !!