يُحكى أنّ إنسانا من البشر أُعجِب بفتاة و لم تراها عيناه قطّ
هو إعجاب فيه من الغرابة ما يثير الدّهشة و الاستغراب في حال هذا الشابّ
لا لشيء مسبوق أو موضوع جاهز سوى بعض الحروف التي تبادلها هذا الصّبي فِكرا و تفكيرا و العجوز مظهرا ظاهرا مع هذه الفتاة على شبكة التواصل الاجتماعيّ " فيسبوك " . . .
و ما الذي أصاب فتى كان أكثر البشر انتقادا و تهرّبا لأمر يلوح في أُفُقِ مستقبله المُبهم ؟؟
لا لا لا !! ليس حُبّا إطلاقا
لا يُعقل أمر مُريب كهذا !!
ربّما هي ضرباتُ وهمٍ صدمت المسكين و جعلته يخلط بين الحُلم و الواقع
قيس ؟ عِشق ؟ هُيام ؟ فتاة ؟
يا ربّاه ما الذي خَلط أوراق هذا الأبله و جعله يتفوّه بالحماقات و الخزعبلات المنبعثة من أفكار هَرِمَة لغبيّ الحكمة و التريث الرعوانيّ ؟؟
كالما كالما كالما يا وَلَد . .
إنّه الشيطان فقط هو من يقودك إلى مثل هذه الأفكار
هذا أمر حرام في شرع دينك يا حبّوب
لا يوجد حُبّ بين فتى و فتاة
لا عِشق و لا هيام و هم يحزنون لأنك فقط تعاني من فراغ روحيّ نتيجة تماطلك في أداء واجباتك الدينية المتدبدبة
بل هي فراغات يُسمع الصفير في جوف كل زواياها العاطفية و الفكرية و الروحية و النفسية لأنّك لم تُجرّب شيئا نظير هذا الأمر من قبل
هذه نزوة مارّة بشكل طبيعي لأنك فارغ عاطفيا ليس إلا
الحب لا يكون هكذا إن كنت عاقلا بحقّ
أنت فقط معجب بهذه الفتاة الافتراضية , لقبها في الفيسبوك , أو أسلوبها في ترجمة أفكارها على حائط صفحتها أو قد يكون الأمر من طريقة تواصلها معك بالحروف الخرساء عبر الدردشة أو شيء غير هذا
ما يهم هو أنك فقط معجب بها و لا تحاول إجهاد نفسك و إقناعها بوهم توهّمته من عالم افتراضيّ قد تنتهي فيه العلاقة بمناوشة جدّ بسيطة و ها أنت خارج من قائمة أصدقائها الذين لا يُعدّون إلا لَغواً حكواتيّا ينام على حصير الخيال و السُّريالية
أعجبتك هذه الفتاة اليوم و ستُعجبك أخرى غذا و تالية مرة أخرى و هكذا دواليك إلى أن تجد نفسك زيراً لفتيات كثيرات كبقية الشباب
ستعِش مرتاحاً هانئا في القلب و العقل إن راجعت نفسك و تيقّنت أنه لا يوجد حبّ حقيقي
العلاقة بين شاب و شابة واقعا مُعاشا و تذبل , فكيف لعلاقة بين أسلاك محمّلة ببعض الفولطات من التيار ناقلة لشفرات تستقرئها حبّاً أن تدوم أو حتى أن تكون ؟؟
كذب , نفاق , وهم , خداع , تصنّع , غذر , خذلان , لبس الحق بالباطل , تعدّد الأوجه , تذمّر , استمراء , اسقواء . . . استيقظ و افتح عينيك إنك مبلّل بسوائل الغباء التي أحاطتك من كلّ جانب
أنا أعرفه جيّدا و لا يمكن أن أكذب عليّ في أمر حسّاس كهذا
خصوصا أن المدة التي أعجبتني فيها الفتاة تعدّت الشّهر و أنا أخبرتها بمشاعري تجاهها و وجدتُ منها تودّدا و قبولا للأمر
كما لو أنني أعرفها قبل معرفتي لذاتي بل عرفتها و أنا مجرّد عدم لا وجود له في الحياة و لا في نوايا الحياة
نعم أُحبّها و أهيم في عِشقها و هذا الشعور يشتدّ و يقوى يوما بعد يوم بل يكبر لحظة لحظة أمام فؤادٍ متعطّشة دماؤه إلى التشتّت قُطيراتٍ في سماء عٍشقي و معاودة سقيي و ريّ ظمئي لحبيبة أبعدها عنّي القدر الذي لاقاني بها افتراضا قبل الواقع
بَحّة صوتها ارتشفتُ منها مرارا و صورتها نحتتها لهفتي إليها في الذاكرة و وشمتها في الفؤاد
أنت تعشق مخلوقة من الجنس الآخر للإنسان يا بشر
لم يعد الأمر يستحمل أن تُخفيه عنك أو عن محيطك ما دام الأبكم لاحظ تغيّرا مفاجئا في طباعك و انطباعاتك من كلّ أمر
حرام هذا الأمر الذي تخوض فيه و أنت عنه بعيد
لا يجوز ما دُمت تتعذب احيانا و تبكي لجراحك الافتراضية أحايين عديدة و كفى
حبيبي , حبيبتي , كبدتي , طيحالي , روحي , جسدي
هيييه , هييييييييه , استيقظ و لإ بلّلتك بدلوِ باردِ المياه يُشبهُ سيادتك الكريمة !!!
إنه الحبّ الذي جرفني إلى الحبيبة التي وضعت ثقتي في حبي لها بكل براءة و عفوية المُحبّ الصادق في حبّه تُجاه محبوبته ما دُمتُ لا أخالف منطقا يُسيّره قدري المحتوم عليّ منذ أزلي . . . .
محمد لخبيزي ツ
الأربعاء 4 مارس 2015